فقدان حاسة الشم وأسبابهُ والطرق المقترحة للعلاج

هل أصبت بفقدان الشم في الأشهر الماضية؟ 

 فقدان الشم قد يصل لعدة أشهر ومن ثم يعود تدريجياً , هنا عند المرحلة الأولى لعودة الشم حيث  يحدث فقدان للذاكرة الشمية أي يحصل خطأ برمجي عصبي في قراءة الروائح  يؤدي لخلل هام وواضح في نوعية الشم، حيث يشم المريض رائحة خاطئة للمادة ليست كالمعتادة والمعروفة كأن يشم رائحة اللحم في العطر أو رائحة البصل في كل الأطعمة أو رائحة السجائر المتعفنة في كل شيء، حتى الدخان وصفه بعض المرضى بأنّه محروق ! 

السبب المتوقع لهذه الحالة ؟

لم يعرف السبب الواضح لهذه الظاهرة لكن يُعتقد أنّ المشكلة عصبية أكثر من كونها بالأنف أي أنّ هناك خطأ في تفسير الروائح، ولكن سنذكر بعض الأسباب الشائعة وغير الشائعة في نهاية المقال.

كم الفترة التي استمرت عند المرضى ؟

تستمر فترة الخلط الشمي لمدة شهر أو شهرين وذكرت عدة حالات استغرق فيها هذا الاضطراب الشمي لعدة أشهر.
يلي فترة الاضطراب الشمي عودة الذاكرة الشمية ويعود الشخص ليشم الروائح بالشكل المعتاد.

يذكر أنّ الذوق والشم مرتبطان ببعض في ٨٥% من البشر فالاضطراب الشمي يرافقه اضطراب ذوق غالباً وعودة الشم تترافق مع عودة التذوق.

ما الملاحظات التي سجلها المتعافون !
  • من الملاحظات التي ذُكرت من المتعافين أنّ الروائح الجميلة (العطرية)  أول الروائح عودةً  وأيضاً الروائح الكريهة آخر الروائح التي تعود للمتعافي.
  • كما ذكرت حالات الاضطراب الذوقي وفقدان الذاكرة الذوقية بنفس الآلية التي ذكرت في الاضطراب الشمي.

كيف تعمل حاسة الشم؟

كيف تعمل حاسة الشم؟
  1. تصل جزيئات الرائحة المتبخرة (المواد الكيميائية) العائمة في الهواء إلى فتحات الأنف، وتذوب في المخاط الموجود على سطح كل منخر.
  2. تحت المخاط في ظهارة الشم (olfactory epithelium) تكتشف الرائحة خلايا مستقبلات متخصصة تسمى الخلايا العصبية لمستقبلات حاسة الشم (olfactory receptor neurons)، وهذه الخلايا العصبية قادرة على اكتشاف آلاف من الروائح المختلفة.
  3. تنقل الخلايا العصبية للمستقبلات الشمية المعلومات إلى البصيلات الشمية (olfactory bulbs) الموجودة في مؤخرة الأنف.
  4. تحتوي البصيلات الشمية على مستقبلات حسية هي في الواقع جزء من الدماغ، وترسل رسائل مباشرة إلى الدماغ إلى القشرة الشمية (olfactory cortex)، ثم يتم تمييز هذه الروائح.

الأسباب الشائعة والأسباب الأقل شيوعاً لفقدان حاسة الشم

الأسباب الشائعة

إصابة الرس

  • من الأسباب الشائعة للفقدان الدائم لحاسة الشم هو إصابات الرأس، مثلما يحدث في حادثة السيارة. يمكن أن تتلف أو تدمر إصابة الرأس ألياف الأعصاب الشمية (زوج من الأعصاب القحفية التي تربط مستقبلات الشم بالدماغ) حيث تمر عبر سقف التجويف الأنفي. في بعض الأحيان تنطوي الإصابة على كسر في العظام التي تفصل الدماغ عن التجويف الأنفي (صفيحة مصفوية). يمكن أن ينتج تدمير الأعصاب الشمية أيضًا نتيجة للعدوى (مثل الخُراجات) أو الأورام بالقرب من الصفيحة المصفوية .

العدوى الفيروسية

  • سبب آخر شائع هو عدوى الجهاز التنفسي العلوي، خاصةً الأنفلونزا. قد تكون الإنفلونزا هي السبب في ما يصل إلى ربع عدد الأشخاص المصابين بضعف أو فقدان حاسة الشم. يمكن أن يتسبب مرض الزهايمر وبعض أنواع الاضطرابات التنكسية الدماغية الأخرى في تدمير الأعصاب الشمية (مثل التصلب المتعدد)، مما يؤدي إلى فقدان حاسة الشم.

التهاب الجيوب الأنفية المزمن

عبارة عن تورمات عُقدية في سطح الغشاء المخاطي. ‫وتتألف العُقد من أجزاء من الغشاء المخاطي، ويمكن أن تشتمل على نواة من ‫النسيج الضام، وغالبا ما يبلغ حجمها عدة ملليمترات أو أكبر من ذلك.

الحساسية

تؤدي الإصابة بالحساسية إلى تورم في الغشاء المخاطي، حيث غالبا ما يحدث ذلك في فصل الربيع أو عند التعرض لمهيج.

مرض ألزهايمر ومرض الباركنسون

بالإضافة إلى فقدان حاسة الشم، يعتبر الارتباك وفقدان الذاكرة، التي تحدث غالبا في سن متأخرة، من بين أعراض الإصابة بمرض ألزهايمر ومرض الشلل الرعاش (الباركنسون).
 

الأسباب الأقل شيوعًا لفقدان حاسة الشم

  • يمكن أن تسهم الأدوية في فقدان حاسة الشم في الأشخاص المعرضين لذلك.
  • قد تتداخل السلائل، والأورام، وعدوى الأنف الأخرى.
  •  والحساسية الموسمية (التهاب الأنف التحسسي).
  • في بعض الأحيان تتسبب العدوى الخطيرة في الجيوب الأنفية أو التعرض للعلاج الإشعاعي للورم السرطاني في فقدان حاسة الشم أو التذوق التي تستمر لشهور أو حتي تصبح دائمة.
  • يمكن أن تؤدي هذه الحالات إلى تلف أو تدمير بمستقبلات الشم، دور تدخين التبغ غير مؤكد. يولد عدد قليل من الأشخاص بدون حاسة الشم.
  • قد يكون فقدان حاسة الشم أو ضعف حاسة الشم عرض مبكر من أعراض كوفيد-19، وهو مرض تنفسي حاد يمكن أن يكون شديدًا وينتج عن فيروس تاجي محدد حديثًا يُسمَّى فيروس كورونا  المرتبط بالمتلازمة التنفسية الحادة الشديدة .

ماذا يجب علي فعله لاختبار حاسة الشم ؟

لاختبار حاسة الشم، يحمل الأطباء مواد عطرية شائعة (مثل الصابون، وحبة الفانيليا، والقهوة، والقرنفل) تحت أنف الشخص، فتحة أنف واحدة في كل مرة. ثم يُطلب من الشخص التعرُّف على الرائحة، فيمكن أيضًا اختبار الرائحة بشكل أكثر رسمية باستخدام مجموعات اختبار الرائحة التجارية القياسية.

تتطلب المجموعة الواحدة من الشخص خدش واستنشاق عينات شم مختلفة متعددة ومحاولة التعرف عليها، كما تحتوي مجموعة أخرى على عينات مخففة من مادة كيميائية ذات رائحة كريهة، ويرى الأطباء مدى تخفيف العينة قبل ألا يتمكن الشخص من شم المادة الكيميائية.

العلاج المقترح من الأطباء لاستعادة حاسة الشم

يعالج الأطباء سبب فقدان حاسة الشم على سبيل المثال، يمكن علاج الأشخاص المصابين بعدوى الجيوب الأنفية وتهيجها عن طريق استنشاق البخار، وبخاخات الأنف، والمضادات الحيوية، وأحيانًا الجراحة. ومع ذلك، لا تعود حاسة الشم دائمًا حتى بعد العلاج الناجح لالتهاب الجيوب الأنفية، ويتم إزالة الأورام جراحيًا أو علاجها بالإشعاع، ولكن هذه العلاجات لا تعيد دائمًا حاسة الشم. تتم إزالة السلائل الأنفية، وأحيانًا تعيد القدرة على الشم. يجب على الأشخاص الذين يدخنون التبغ التوقف.

لا يوجد علاجات لفقدان حاسة الشم نفسها. قد يجد الأشخاص الذين يسترجعون بعض من حاسة الشم أن إضافة المواد المنكهة المركزة إلى الطعام يحسن من استمتاعهم بالأكل.

منبهات الدخان، المهمة في جميع المنازل، هي أكثر أهمية للأشخاص الذين يعانون من فقدان حاسة الشم لأنهم لا يستطيعون شم الدخان. يوصي الأطباء الأشخاص الذين يعانون من فقدان الشم بتوخي الحذر قبل تناول الطعام المخزن واستخدام الغاز الطبيعي لطهي الطعام أو التسخين، لأنهم يجدون صعوبة في اكتشاف تلف الطعام أو تسرب الغاز. 

0 تعليق

إرسال تعليق